الجمعة، 10 ديسمبر 2010

خلف القضبان


كانت كعادتها ذاهبه الى جامعتها حينما قابلها شاب وأخذ يرمقها بنظرات الاعجاب وهى من شده كسوفها نظرت للأرض
خجلا واسرعت فى خطاها , كان قلبها يدق بعنف والابتسامه تملاء وجهها ولكن عقلها يردد كلمات امها التى لطالما رددتها على أذنيها منذ نعومه اظافرها الرجال خائنون ، يجرحون ويخدعون ولا يوفون بالوعود ، لا تسيرى فى طريق الحب حتى لا تعودى بالخيبه والجراح مثلما فعلت انا ، كونى عاقله واعملى ان مستقبلك وحياتك وسعادتك تكمن فى ابتعادك عن الرجال .
عادت الى منزلها بعد انتهاء محاضرتها وعقلها وقلبها يتصارعان فدخلت غرفتها واغلقت بابها عليها محاوله منها للتفكير فيما حدث وفيما تراه هى بأعينها من زملائهاوفيما تقوله امها ، وبعد تفكير طويل وجدت نفسها قد حرمت من كل شئ حرمت من تسمع كلام حب يداعب أذانها مثلما حدث مع زملائها فى المدرسه ، لم يحدث يوما وان تلامست يديها مع احد زملائها ولو عن طريق الخطأ فتثير هذه الملامسه مشاعر الحب بقلبها ، لم يحدث يوما أن جملت وجهها بمساحيق الجمال مثلما تفعل اى انثى طبيعيه ، ولم يحدث اشياء واشياء كثيره............. وفى النهايه قررت ان تتمرد على هذه الاوضاع فها هى قد اتمت عامها الواحد والعشرون وقد فار جسدها ولا سيدات الثلاثين فقفزت من فوق سريرها وذهبت الى المرايا وأتت بعلب المكياج المخبأه عندها وقامت بتجميل وجهها كما علمتها صديقتها فى الجامعه من قبل وذهبت لى دولابها وقامت بأخراج احد الفساتين المركونه بأوامر من امها وارتدت ملابسها واتجهتت الى باب غرفتها وظلت واقفه خلف الباب المغلق لفتره طويله عليها ان تتمالك نفسها وتخرج لتواجه امها بما قررتها ، تواجه امها بخطئها فى خوفها الزائد عليها ، تواجهها بكرهها لكل قيودها وأوامرها ونواهيها ، تواجهها بحبها للحياه ورغبتها فى ان تعيش حياتها مع كافه تمتعها بالحريه وحريه علاقتها بالطرف الاخر ، اغمضت عينيها وأخذت نفس عميق وقامت بفتح باب الحجره و نظرت بهدوء على امها لتجدها جالسه كعادتها فى البلكونه فتمالكت اعصابها وذهبت اليها قائله ( أمى انا ذاهبه الى خالتنى لزيارتها اتريدين شيئا ) فستدارت الا لتودع ابنتها وعندما نظرت لوجهها الملطخ بالالوان اخدت تصرخ فى وجه الابنه كيف لكى أن تفعلى هذا ؟ هل جننتى ؟ أنسيتى كل كلماتى وأوامرى ؟ كيف لكى أن تخرجى هكذا ؟ اجيبى ...............................
واخذت الام تصرخ كثيرا والا بنه كالتمثال لا يتحرك ولا يرد وعقلها يصرخ بها هو الاخر تكلمى دافعى عن حريتك ولكن من سيتحدث ومن سيسمع ، قامت الام بسحب ابنتها الى حوض الحمام واغرقت وجهها تحت المياه وأمرتها بالذهاب لغرفتها وتغيير ملابسها والعوده كما كانت اذا ارادت الخروج وهنا توجهت الابنه الى غرفتها قائله لنفسها ( صبرا ايتها النفس البائسه سيأتى اليوم الذى تموت فيه هذه الام وأفعل انا ما أريد )



(ولكن فى رأيى أن هذا اليوم لن يأتى لأن من تعود على أن يعيش بين قضبان طوال عمره فاذا جائه وقت الحريه لن يستمتع بها وسيعود بقدميه للقضبان )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق