الأحد، 27 نوفمبر 2011

ليلة الميلاد


يجلس بمكانه الهادئ البعيد عن صخب وسط المدينة ، كان جالساّ كعادته وأمامه فنجان القهوة كما كان سابقاّ يضع سماعات هاتفه الحديث والذى أتى به بعد رحيلها وكأنه يستبدل كل ما جمعهما سوياّ دائما .
......................................................................
كانت تسير والدموع تملأ عينها غير واعية لكلمات المغازلة التى يسقطها من حولها واضعة سماعات هاتفها الجديد سارحة مع ألحانه والتى أختارتها بعناية فائقه لتتناسب مع حالتها النفسية وإكتائبها المصاحب لها منذ وقت فراقه .
...................................................................
يمسك بفنجان قهوته ويرفعه بالقرب من فمه فيجدها متجسدة بالكرسى المقابل له كما كانت سابقاّ باسمة عيونها ، سمعها تهمس لها بكلمات الحب التى طالما تمنى سماعها منها من قبل ، فأمتلت عيونه بدمعه صغيرة وأبتسمت شفتاه أبتسامة قصيرة وبدأ بأرتشاف قهوته 
.......................................................
تذكرت أخر لقاء فقد كان خاوياّ من المشاعر التى طالما خنقتها سابقاّ فقد كان جامداّ وقد أستبدل قهوته بعصير من الفرولة الطازجة وجلساّ ناظراّ الي عيناها الحزينتان بتحدى واضح وفجأه هب واقفاّ يلملم أشيائه قائلا سأبلغك بما قررت بعد أسبوع .
...................................................
ظل يبحث فى ذاكرته عن مكان لم تكن معاه فيه حتى يهرب بعيداّ ولكنها وجدها هنا تضحك له ، وهنا تصرخ بوجهه عندما أغضبها  ، وهنا أمسك بييها فى أول لمسة ، وهنا رقصا سوياّ من قبل ، وهنا قبلها قبلتهما الاولى .
..................................................
وضع فنجانه أمامه مرة أخرى وتذكرها وهى تمد طرف أصبعها لتشوه له وجه قهوته راسمه بأصبعها قلبيهما على وجه قهوته وصوت ضحكتها يهز المكان وعينها تملئها الدموع من كثرة الضحك على ردة فعله .
..................................................
تذكرت لمسته الحنونة على رقبتها متعمداّ أثارتها ليرى الخجل على وجهها ، جههره بكلمات الحب لطالما سحرها ولم تتمنى يوماّ أن تسمعها من غيره ، ولكنها اليوم ها هى تسير وحيدة تشعر بروحه تصاحبها .
..................................................................
تذكر اليوم إرتداها ذاك الفستان الأحمر الذى أشعل نيران الرغبة بجسده وهى تتمايل أمام عينه فى دلع واضح ، تمايلت ليتلامس جسدهما وتبتعد سريعاّ كى تزيده لهيباّ ، تذكر قبلتها الحنونة وهى مغاذرة منزله بعد تلك الوصله من الرقص الملئ بالأثارة .
......................................................................
كان يومها حنونا عاتبها على ما فعلته بلمساته الحنونة وهى تغتصب جسدها من بكورة مشاعره فما كان منها إلا أن ترد دموعها عليه لتجيبه على كل أسئلته التى حيرته منذ فراقهما الأخير .
......................................................................
يمسك بولاعته ليشعل سيجارة أخرى فينظر أليها لتولد عيناه دمعة حبيسة فتلك هى الى أهدته أياها فى عيد مولده الأخير ، تذكر ذلك اليوم فقد فاجئه أتصالها ورغبتها فى مقابلته لأمر هام وأعطته أياها يحيطها غلاف أسود وعيناها باكيتان .
.................................................................
تعبث بمحتويات شنطتها أثناء جلوسها بنفس المقهى لتلامس يداها تلك الورقة ، فقد أعطاها لها فى بداية علاقتهما لتعطيها لوالدتها ليطمئن قلبها على أبنتها ويوعدا بأنه سيحافظ عليها ويجعل منها أما سعيدة مع أبنائها ، فأبتسمت وأمسكت بالورقة وأشتمت رائحتها فوجدتها مغرقة بعطره الأخذ فوضعتها على المنضدة لترتشف أخر قطرات قهوتها وتسقط دموعها لتغرق الورقه فتغادر المكان وتذهب .
 ...............................................................
يغادر كل منهما مكان جلسته ويتحرك ويئملان أن يتقابلا صدفة فاليوم يوم ميلادها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق