الثلاثاء، 28 يونيو 2011

عن سوء نية اتحدث


كتابة / مايكل نبيل



كانت المحكمة العسكرية (و قبلها النيابة العسكرية والمخابرات العسكرية)
قد اتهمنتى بتعمد نشر شائعات تسىء لسمعة المؤسسة العسكرية… ثم بعد ذلك خرج أحد أعضاء المجلس العسكرى يصرح بأنى سيئ النية، وأنى تعمدت تشويه سمعة الجيش... ذكرتنى هذه التصريحات بالمثل الذى يقول أنه إذا كان المتحدث عاقل فالمستمع مجنون، والعكس صحيح طبعا. فأنا كان لى مفهوما عن حسن وسوء النية أظن أنه منطقيا، إلا أنه فى عرف العسكر لم يكن منطقيا.
- ففى عرف العسكر، حينما مررت بعدة اختبارات طبية فى مراحل تجنيدى، ليخرج ضغط قلبى 140 على 90، ثم 135 على 45، ثم أحصل على لقب ”لائق طبيا ** أ**“ فهذا حسن نية غير مقصود منه تعريض حياتى للخطر.
- وفى عرف العسكر، حينما تم استبدال استمارة تجنيدى بمنطقة تجنيد أسيوط، ليغيروا من تسجيل ضغط قلبى من 140 على 90 إلى 120 على 80، فهذا حسن نية وليس تزويرا فى أوراق رسمية.
- وحين اختطفتنى الشرطة العسكرية من منزلى فى نوفمبر الماضى، بدون أوراق رسمية، وأهانونى أمام جيرانى، فهذا بالتأكيد كان حسن نية.
- وحين شنت الشئون المعنوية حملة شرسة ضدى، وأذاعت فى تليفزيون الدولة الرسمى، ونشرت تقاريرا بالصحف المطبوعة، وادعت وحدات الجيش ومناطق التجنيد ومحاضرات التربية العسكرية لإشاعات ضدى من نوعية أنى خول (شاذ جنسيا/مثلى جنسيا) وعميل وخائن فكل هذا لا يفهم إلا فى إطار حسن النية.
- وحينما معنى أحد جنود الجيش من التوجه لميان التحرير يوم 4 فبراير الماضى، وربطنى من الخلف فى الدبابة، ثم سلمنى لعنصر مخابرات ضربنى على وجهى، ثم سلمونى للمجموعة 75 مخابرات ليضربونى ويتحرشوا بى جنسيا، وفى اليوم التالى لإطلاق سراحى ينقلون والدى من مقر عمله، فهذا كله كان حسن نية من القوات المسلحة.
- وحين أرسلت للمدعى العام العسكرى مرتين بلاغات ضد انتهاكات المؤسسة العسكرية ضدى، ولم يحقق هو فى هذه البلاغات، وعوض عن ذلك قام بالتحقيق معى فى هذه البلاغات باعتبارها شائعات، فهذا أيضا كان حسن نية من القوات المسلحة.
- وحينما تقوم المخابرات بإعداد قضية رأى لى، يكون فيها الضابط المسئول عن ملفى بالمخابرات هو نفسه مجرى التحقيقات، هو نفسه الشاهد الوحيد فى القضية، ويرفض القاضى إحضار شهود آخرين، فهذا أيضا من باب حسن النية.
- وحينما تقوم الشرطة العسكرية بالاعتداء على المتظاهرين فى 25 فبراير و8 مارس و8ابريل وغيرها، وتهاجم إعتصام ماسبيرو رغم إعلان المعتصمين إنهاء الاعتصام. وحينما أشرف اللواء ح ب بنفسه على تعذيب الثوار فى المتحف المصرى، وحينما تم دس الأسلحة للثوار وتقديمهم للمحاكمة العسكرية كما حدث مع عمرو عبد الله البحيرى، وحينما تم إجراء كشف عذرية على المعتصمات الذين تم القبض عليهم فى التحرير. فكل هذا بلا شك كان من حسن نية القوات المسلحة.
أعتقد عزيزى القارئ أنك تدرك جيدا أنه لدى قائمة طويلة من السلوكيات حسنة النية من القوات المسلحة التى يطول ذكرها... ولكن الغاية من هذا المقال أن أقول للعسكر: إذا كانت هذه هى حسن النية فى فلسفتكم، فيسعدنى أن أكون سيئ النوايا حتى الموت. هذا أشرف وأفضل لى.
سجن المرج العمومى
11/5/2011


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق