الخميس، 30 يونيو 2011

اليوم العالمى للأعتراض الضميرى

15 مايو-اليوم العالمى للأعتراض الضميرى



فى بداية أكتوبر الماضى كنت تحت ضغط نفسى غير قليل ،كان مطلوبا منى أن أتخذ قرارا صعبا أعلم أنة قد يكلفنى سنوات من عمرى ... كان الجيش يريدنى أن أبدأ خدمة عسكرية أجبارية فى نهاية أكتوبر ، وكنت أدرس قرار رفض الخدمة العسكرية... فى ذلك الوقت دخلت لأول مرة على موقع المنظمة الدولية لمناهضة الحروب War Resisters` International ...
... وسط تجولى على الموقع دخلت على صفحة بها قائمة طويلة بالمعترضين الضميريين حول العالم الذين يقضون حالياّ عقوبة السجن فى دولهم بسبب رفضهم حمل السلاح ... اندهشت من طول القائمة وكثرة تعدد الدول التى يأتى منها أولئك السلميين ... سألت نفسى يومها : هل سيوضع أسمى وصورتى بين أولئك ؟ ... وقررت حينها أنى لست أقل من أولئك النشطاء من مختلف الجنسيات ، وأنى لابد أن أدفع ثمن الســـــلام مثلهم.
جريمتى التى سجنت بسببها هى أنى طالبت بالحق فى السلام ،حق الأنسان أن يعيش مسالم ، لا يحمل السلاح ،ولا يتم أجبارة على أن يقتل أخية فى الأنسانية ... رفضت الكراهية والعنف والقسوة والدماء والعنصرية ، وأمنت بالسلام واللاعنف والحب والحياة والأنسانية.
ولست الوحيد الذى يرفض الحروب والقتل ، فالحركة السلمية بدأت فى أوروبا منذ حوالى 400 سنة ، والمنظمات السلمية المدنية تعمل منذ أكثر من 150 عام فى مختلف دول العالم ، ومعظم دول العالم عرفت معترضيين ضميريين سجنوا بسبب رفضهم حمل السلاح والقتل ... أولئك النشطاء نجحوا فى انهاء كثير من الحروب ، وأصبح هناك 19 دولة فى العالم لا تملك جيوش ، وما يقرب من 100 دولة لا تفرض خدمة عسكريية أجبارية على مواطنيها ... أصبح هناك أيضاّ العديد من الوثائق الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة ومفوضية حقوق الأنسان بالأمم المتحدة التى تؤكد على حق الأعتراض الضميرى على الخدمة العسكرية ، أشهرها العهد الدولى للحقوق المدنية والسياسة الذى يكرم الدول بأختراع المعتقدات الضميرية والتى تشتمل على المعتقد السلمى.
نشطاء السلام حول العالم أتفقوا على أن يجعلوا يوم 15 مايو عالميا من أجل الأعتراض الضميرى والمعترضين الضميريين الذين دفعوا من حياتهم من أجل أن يصبح السلام حق لكل أنسان ... قبل القبض عليّ كنت أعد بالتعاون مع العديد من نشطاء السلام لمؤتمر فى القاهرة عن الأعتراض الضميرى ، لنلفت الأنظار نحو السلام كحق أنسانى لا يحق للعسكريين سلبه مننا ... لم أكن أدرك أنى سأصبح خلال أيام واحدا من المعترضين الضميريين الذين سجنوا بسبب تمسكهم باللاعنف والسلام.
كما قلت من قبل ، لست أضعف ولا أصغر من باقى النشطاء حول العالم الذين ضحوا بحياتهم من أجل السلام ... سأواجه مصيرى بشجاعة ، وسأخرج من محبسى أكمل نشاطى من أجل السلام والحرية والإنسانية واللاعنف ومناهضة العسكرية ومناهضة العنصرية ... يظن العسكريين أنهم بعنفهم قادرون على هزيمتنا ، ولكنهم لا يعلمون أن القوة ليست هى العنف، وأن اللاعنف أقوى من كل عنف।


كتابة / مايكل نبيل
سجن المرج العمومى
2011/5/10

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق