الثلاثاء، 17 مايو 2011

وتتناقل الاسطورة


كان الحب هو الشئ المشترك الذى ظلا يبحثان عنه طويلا فى كل من حوالهما ولكنهما دائما ما كانا يصطدما بالواقع الذى فرض على اسلوب حياتهما الجديه ، كانت هى تبحث عن معشوقها فى اعين كل من تقابله فى حياتها اليوميه ، وظل هو يبحث عنها فى عقول كل من صادفهما ، الى أن جمعهما القدر يوما وجد كل منهما ضالته فى الاخر تأكدت هى أنها لم تحب شبحا كما أتهمها كل من حولها وتأكد هو أن ربطه بين العقل المتفتح والروح الطيبه والقلب المحب لم يكن حلما كما اتهمه الاخرين فتأكد كل منهما أنه وجد نصفه الاخر الذى لطالما كان يبحث عنه وتعاهدا على البقاء معا والحفاظ على هذا الحب ولكن كان السؤال الذى يؤرقهما كيف لهما الحفاظ على هذا الحب فى ظل تقاليد وعادات مجتمعيه وضعها لهم أجدادهم دون النظر الى الظروف التى قد تتغير حاولا جاهدين تعديل ظروفهما حتى تناسب علاقتهما النقيه ظلا يتقابلا سرا على أمل أن تتغير تلك التقاليد العتيقه فتارة يتقابلا فى مكان بعيد لا يعلمه أحد ، وتارة اخرى تجمعهما احدى الندوات التى تناسب افكارهما الثوريه ، وتاره اخرى يجمعهما كتاب أحبا كاتبه ، وتاره تجمعهما جلسه اصدقاء مشتركين ، لم يتخيلا يوما أن يكو مجتمعهما بهذه القسوه وأن تتحد الظروف ليفترقا كل منهما فى طريق يسير به وحيدا تاركا بداخل كل منهما اثرا لا يمحوه احد ، حاولا كثيرا التأقلم مع الواقع المرير والحقيقه التى تقول انهما أبعد ما يكون الحب ، سار كل منهما فى طريقه وحيدا يحاول أن يستكمل حياته بدون الاخر متخليا عن كافه الاحلام التى لطالما زينت ليلهما ، أكمل هو حياته وتزوج وسارت هى على نهج بنات مجتمعها وتزوجت حتى ترضى اهلها، وظل كل منهما يحلم ليلا بجلساتهما سويا . بالنظرات المسروقه من خلف أعين الناس . باللمسات العاشقه التى كانت تشعل نار عشقهما لهيبا ، وبعد مرور أعواما تقابلا صدفه فقد شاء الاقدار أن يعرفا ما فعله المجتمع بكل منهما والتانى بعيدا كانت المقابله فى أحدى شوارع القاهره الكبرى ظلا صامتين للحظات وكل منهما ينظر بوجه الاخر محاولا منه بأن يمسح أثار الزمن وتجاعيده على وجه كل منهما حتى يراه كما دائما يراه فى أحلامه فجلسا وتحدثا فقالت هى لقد تركت زوجى بعد أن علم برفضى فى الانجاب منه فانا لم ارد يوما أطفالا من غيرك وقال هو لقد ماتت زوجتى وتركت لى طفله صغيره اراكى فيها كل يوم ، جلسا طويلا يتحدثان وعندما هبط الليل عليهما تذكرا اول لقاء بينهما فقد كان الليل هو ستار الحب الذى تولد بهذا اللحظه العاشقه وأدرك كل منهما حينها أنه لم ينسى الاخر لحظه واحد فكل منهما كان يعيش حياته سراّ مع الاخر وهنا أيقنا خطئوهما فقد كان من الخطأ الخضوع لتقاليد مجتمعيه وضعها بشر مثلهم وقررا حينها أن يضعان تفاصيل ما حدث فى خطاب تتنا قله الاجيال القادمه كأسطوره حب خالده حتى يستطيعوا إعطاء الامل لمن يكملون مسيرتهم على الصمود وتقويه حبهما وبعد كتابه كلمات الاسطوره كانت هناك ملحوظه تقول : ( أعلم أنك قد قابلتنا من قبل ففى حياة كل منكما أحدنا نحن جزء من هذا المجتمع وموجدين فى كل تكويناته فنرجو منك تقدير ما قدمناه من تضحيات وما قاسيناه من عذاب حتى تستيع انت قراءه هذه السطور قد تكون مبتسما الان ومحدثا نفسك أنه خطئونا لأننا من تخلينا عن حلمنا ودفناه فى قبوراّ تحت التراب ، فكن رحيما بنا ومن مثلنا فقد تكون قد قابلتنا يوما او ستقابل مثلنا الكثير . إمضاء
فاطمه ... مينا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق