الاثنين، 30 مايو 2011

صديقها


كان يجرى فى طرقات المستشفى ليبحث عن طبيب ينقذ صديقة عمره من الموت الذى ينتظرها بعد ابتلاعها عددا كبيرا من الاقراص للتخلص من حياتها وعندما وجد الطبيب ادخله عليها فوجدها تبكى وتحدثه لماذا جئت بى الى هنا فانا لست راغبه بالحياة بعد ما فعلوه فأخرجه الطبيب وأدخلها غرفه العمليات وجلس هو لينتظرها ممسكا بيديه ورقه وداعها للحياه وقد كانت فارغه من الكلمات وليس بها الا بعض ابيات الشعر التى تركتها خلفها بعد أن ضاقت بها حياتها فأخذ يقرأها بصوت عالى فقد كانت تقول :

لو أجببته ستلومنى الناس ، ولو كرهته ستلومنى الناس ، لو أقتربت سيلومنى هو ، ولو أبتعدت سيلومنى قلبى ، ولو حلمت سيومنى عقلى ، ولو صحوت سيلومنى قلبى ، ولو عشت بجانبه ستلومنى ذكرياتى ، ولو مت سيلومنى ربى ، فماذا افعل ؟

لم يستطع الاكمال فقد انسابت الدموع من عيناه على كلماتها والتى يعلم مكنونها وأسبابها فسرح بخياله قليلا حتى جائه أحمد وسئله ماذا حدث فوجد نفسه يصرخ به عاليا انت السبب فانت حبها الاول انت من علمتها كيف تعشق ، انت من علمتها كيف تخون ،فقد كانت تعلم بخيانتك ويكون ردها الصمت والمسامحه ،انت من جعلتها صوره يشاهدها كل البشر ليتعلمون كيف يكون الذل فى الحب ، لم تسعدها يوم الا وكنت تخبئ الالم خلف ظهرك ، انت من افقدتها الثقه فى كل من حولها ، وعندها صمت قليلا ليجد الدموع قد انسابت من عينه وحدثه قائلا لقد أحببتها مثلما أحبتنى ولكن الخيانه طبع فى دمائى لم أكن اريد لها الجراح ولكنى لم اجد بديلا أخر لتصرفاتى معها ، فصمت صديقها ثم قال له لقد دمرها حبك اولا ، وساد الصمت بينهما للحظات حتى جاء أمير ليسئله ما يحدث وما سر انتحارها الذى علم به فثار صديقها ثانيا جئت اليوم لتسأل عن السبب لما تسأل فانت السبب أنت من وثقت وأطمئنت فى حضنه ، أنت من كان مثلها الاعلى فى الالتزام ولكن كيف لها أن تعلم أن انت ما الا حيون يجرى وراء غرائزه كيف لها أن تعلم انها ما كانت الا فريسه تحاول اصطيادها فأعتذر له أمير وقال أننى اعدك بحياه أخرى لها تملئها السعاده عندما تخرج من هنا ، وساد الصمت ثانيا وعندما جاء محمود كانت دموعه تملئ عيناه وسئله ماذا حدث وما السبب فيما حدث لها فصرخ ثانيا ماذا أتى بك الى هنا فأنت من أدخلتك حياتها بعد حبها الاول ، انت من رأت فيك أبا لأطفالها ولكن أنانيتك لم تجعل لك عيونا لترها كما أرادتك ، انت من حاولت محو شخصيتها وجعلها تابعا لك انت من دمرتها ثانيا فزاد نحيبه عليها وحدثه قائلا لقد فهمت خطائى وحاولت تصليحه ولكنها لم تعطنى فرصه فرد عليها أكنت تريدها أن توجدك ثانيا فى حياتها بعد أن وجدت نفسها بتركها لك ، وساد الصمت ثانيا بينهم و كان اللغه السائده بينهم هى البكاء عليها وعلى ما اقترفوه معها وهم ناظرين للأرض وعندها سمعوا اصوات اقدام تسير على الارض فنظر صديقها فوجده فهب واقفا امامه قائلا أجئت الى هنا الان لتتأكد من انتصارك عليها فرد عليه أمجد لم أجئ الا للأطمئنان عليها فقل له نعم لقد جئت كى لا يوبخك قلبك على ما فعلته به فانت من جئت بها الى هنا انت من فتحت له قلبها بعد سنين عناء ودموع ، انت من أحبت فى النهايه ووثقت ، انت من ايقذت كل جروحها الماضيه عندما غادرت حياتها عند التأكد من امتلاكك لها ، أنت من اودعت قلبها لديه أمانه ولكنك خنت أمانتها وحبها لك ، انت من قتلت بغدرك وسفالتك فدمعت عيناه اخيرا وهنا صمت الصديق فقد خرج الطبيب من غرفه العمليات وقال لصديقها لقد أنقذتها ولكنى لا أستطيع قول أكثر من هذا فما سيصيبها فى الفتره القادمه لا يعلمه لا الله وحده فأدعو لها، وهنا خرجت هى من الغرفه نائمه على السرير لينقلونها على غرفتها فنظرت بعيناها اليهم وبكت عيونها على ما اقترفوه فى حقها فالتفوا حولها وكلا منهم يقول لن نتركك ثانيا فامسكت بيد صديقها قائلها أنت من تبقى لى فى الحياه وصداقتنا هى من انقذتنى فأنتظر بجانبى فأنت من ستشفى جراحى وتعوضنى ما فات وأغمضت عيونها وذهبت الى عالم أخر لا يكن لأمثالهم مكان فيه .

وظلت هكذا لأيام تفوق للحظات تنظر الى الموجود منهم وتبكى وتمسك بيد صديقها وتنام ثانيا ..................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق